منذ إنشاء الدار والوثائق تتراكم بمخازنها دون فهرسة أو تصنيف، حتى أربت على المائة مليون وثيقة، ليس لها فهارس، وأصبح من الصعب الوصول إلى وثيقة معينة في موضوع معين. وعندما حاولت الدار وضع فهارس ورقية لتلك المقتنيات فشلت كل المشروعات في إنجاز ذلك العمل الضخم الذي فاق إمكانيات العاملين بالدار، وبلغ كل ما تم إنجازه من فهارس لا يغطي أكثر من 10% من مقتنيات الدار. وكان الحل الرقمي هو السبيل الوحيد لتلك المعضلة. فقررت إدارة الدار العمل على إنشاء قاعدة بيانات ضخمة تشمل 25 مليون تسجيلة تغطي كل مقتنيات الدار البالغة مئة مليون وثيقة.
ونتيجة لضخامة المشروع ، وفي غيبة أية تجارب سابقة، وأي تقدير لحجم الوثائق، كان لابد من القيام بمشروع استرشادي صغير نستخلص من الدروس ونقدر من خلال أسهل وسائل العمل، وشكل استمارة البيانات المطلوب تجميعها. وتم تطبيق المشروع على خمسين ألف وثيقة فقط، بحيث يتم تجميع بيانات لها وربطها بصورة رقمية للوثيقة.
وصف المشروع:
يهدف المشروع إلى عدة أهداف أساسية هي:
1- فرز وفهرسة وتصنيف حوالي مئة مليون وثيقة.
2- إنشاء قاعدة بيانات إليكترونية عملاقة لهذه الوثائق تضم 25 مليون تسجيلة، تسمح بالبحث والاسترجاع بجميع المدخلات المتعارف عليها دوليا، وتستخدم محرك بحث من الجيل الثالث فائق السرعة.
3- مسح رقمي لنحو 150 ألف وثيقة بما لا يتجاوز نصف مليون لقطة وربطها بقاعدة البيانات.
4- إنشاء بوابة إليكترونية تسمح بالبحث والاطلاع على قاعدة البيانات من أي مكان في العالم كما تقدم معلومات علمية للباحثين عن الوثائق والوحدات الأرشيفية والدار نفسها.
5- تكوين كوادر قادرة على تحمل المسئولية في المستقبل ومتابعة نفس المستوى التقني الرقمي المطلوب.
6- تطوير البنية الأساسية بالدار من إدارة تسجيل والإتاحة للباحثين وقاعات الاطلاع بما يواكب أحدث التقنيات العالمية.
اهمية المشروع:
مشروع رقمنة مقتنيات دار الوثائق القومية هو تجربة غير مسبوقة وهام ليس علي المستوي المحلي فقط وإنما تمتد الي النطاق الإقليمى العربي بصفة أساسية والدولي بصفة عامه.
- على المستوى المحلى: تم الاستفادة من المشروع فى تقديم الخبرة الاستشارية لتنفيذ مشروع استرشادى لرقمنة أرشيف التاريخى لوثائق مجلس الوزراء وذلك بإعداد قاعدة بيانات تحتوى على 32000 ألف تسجيلة و المسح الرقمى لعدد 5 آلاف وثيقة ويعتبر هذا بداية للتطبيق مع الوزارات والإدارات المحلية لربط أرشيفاتها بالأرشيف الوطنى المصرى وتكوين شبكة داخلية تسمح بالتداول الإليكترونى للمعلومات.
- على المستوى الإقليمى: إن دور دار الوثائق القومية يمتد ليكون هو الأرشيف الإقليمى للمنطقة العربية وشمال أفريقيا بصفة أساسية وميكنة هذا الأرشيف عبر الإنترنت يمثل إضافة حقيقية للباحثين العرب فى الوصول إلى الوثائق وإجراء الدراسات العلمية المطلوبة.
إن معايير الوصف والفهرسة التى استحدثت فى هذا المشروع تعتبر نواة لعملية فهرسة أى أرشيف عربى آخر طبقاً للمعايير الدولية.
نظراً لخصوصية اللغة العربية فإن الكوادر الفنية التى أفرزها هذا المشروع تعتبر من أغلى وأهم مخرجاته على الإطلاق وهم النواة لتطوير أى أرشيف عربى آخر فى المستقبل القريب.
- على المستوى الدولى: يساهم المشروع فى زيادة المحتوى العربى على الإنترنت وبقدم صورة حضارية لتاريخ الأمة العربية.
- إن البوابة الرقمية لدار الوثائق القومية تقدم معلموماتها والدراسات الوثائقية باللغتين العربية والإنجليزية وخاصة أن قواعد البيانات تحتوى على وثائق باللغات العربية واللاتينية (إنجليز – فرنسى – إيطالى ..) مما يؤكد على عالمية الموقع.
- اعتماد الاتحاد الدولي للأرشيف المشروع كمشروع رائد مع نشر كل وثائقه علي موقع الاتحاد الالكترونى لتعميم الاستفادة منه.
والخلاصة:
أن مشروع رقمنة مقتنيات دار الوثائق القومية هو تجربة غير مسبوقة على مستوى الأرشيفات العالمية من حيث:
1- العمل على مستوى الوثيقة، حيث أنه أول مشروع يصل إلى مستوى الوثيقة بداخل الملف، في حين أن أغلب المشروعات العالمية المماثلة اكتفت بالفهرسة حتى مستوى الملف مثل الأرشيف البريطاني والأمريكي.
2- اختصار المدة الزمنية إلى أربع سنوات، وهي فترة زمنية صغيرة جداً بالمقارنة مع تجارب مماثلة استغرقت وقتاً أطول، مثل الأرشيف التركي الذي يستغرق مشروعه نحو 20 سنة.
3- المشروع يتيح إمكانية التجارة الإليكترونية للوثائق بمعنى أنه من الممكن للباحث أن يطلب تصوير وثائق معينة اطلع عليها من موقع دار الوثائق، ويقوم بدفع تكلفة التصوير إليكترونياً، وتقوم الدار بإرسال الوثائق له إليكترونيا أو ورقيا على العنوان الذي يحدده الباحث.
4- المساهمة في توطين نوع جديد من تكنولوجيا تجميع البيانات وهو تكنولوجيا الملفات الصوتية، حيث تختصر الوقت وتتلافى مشكلة ضيق المساحة في المخازن، فيمكن أن يجمع المجمعون بأعداد كبيرة في مساحات صغيرة.
5- الاعتماد على الكوادر المصرية في إنجاز المشروع، في حين أن الأرشيفات المماثلة اعتمدت على الكوادر الخارجية Out Sourcing فالأرشيف البريطاني قام برقمنة البيانات في الهند، ولكن لخصوصية اللغة وخصوصية الوثائق العربية التي يصعب إيجاد أية كوادر غير عربية تتعامل معها من حيث فهم اللغة وقراءة الخطوط؛ فقد تم الاعتماد على الكوادر المصرية التي أثبتت كفاءة عالية، وأصبحت تمثل ذخيرة يمكن الاستفادة منها في المنطقة العربية بصفة عامة.
فيديو وصف المشروع
http://www.youtube.com/watch?v=qET4IPSPTwM
فيديو افتتاح المشروح
http://www.youtube.com/watch?v=1WHyIgqps3k